banner
مقارنة بين تجربتي الثورة الشعبية في أيران ومصر (4)

مع تشابه الكثير من الخصائص الأجتماعية والتاريخية للشعبين المصري والأيراني وسعة وعُمق دور الدين في المجتمعين، وتشابه الظروف السياسية التي مرت بها أيران في العهد الملكي ومصرفي العهدين الملكي وفترة الحكم العسكري (بأستثناء السنوات الأولى بعد ثورة يوليو (تموز) 1952)، وتشابه معاناة الشعبين في ظل الحكومات الفردية والدكتاتورية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والعلاقات المتميّزة مع الكيان الصهيوني...

لماذا أنتصرت الثورة الشعبية ذات القيادة الدينية في أيران في 11/2/1979 وتمكّنت من بناء نظام سياسي جديد يتبنّى الأطروحة الأسلامية (بغض النظر عن تقييمنا لمدى نجاح هذا النظام الأسلامي في تحقيق الأهداف التي طرحتها القيادة الأسلامية عند بدءها للثورة الشعبية وبعد أنتصارها) ، بينما فشلت أو بكلمة أدق توقّفت الثورة الشعبية في مصربعد أسابيع من نجاحها في أزاحة مبارك عن السلطة في 11 / 2 / 2010 وسرعان ماعادت مقاليد السلطة الى نفس النخب العسكرية والأمنية والأقتصادية لنظام مبارك ..!؟

أذا ننطلق من سطح الأحداث والظواهر ( وهو المستوى الأول من التحليل)فهناك جملة نواقص وأخطاء أدّت الى هذه النتيجة الغريبة في مصربالرغم من كل تلك التضحيات التي قدّمها الشعب المصري وقواه الوطنية بشقيها الديني والعلماني أذا صحّ الفصل بينهما ، وأهمّها :

1ـ عدم أنبثاق قيادة وطنية موحّدة مؤهّلة لقيادة التحرك الشعبي ،والأنقسام الواضح بين مايُسمّى بالقوى الأسلامية والقوى العلمانية، بسبب الفهم الخاطيء للأسلاميين لحقيقة القوى الوطنية المصرية غيرالأسلامية وأفتراضها المتعسّف بعدم تديّن الوطنيين الليبراليين وغيرالمنتمين للأحزاب الأسلامية ..!، وفي المقابل تمادي بعض المحسوبين على التيارالعلماني في موقفه الرافض لأي دورللدين والأسلام بشكل خاص في الحياة الأجتماعية والثقافية والسياسية في مصر ،وأستغلالهم لأخطاء الأخوان والجماعات الدينية الأخرى للشطب على كل الدين وعلى كل التيارالأسلامي ،متناسين بأن الأسلام ولقرون من الزمن يمثل الهوية العقائدية والحضارية للشعب المصري .

2ـ عدم أستثمار ذروة الموقف الثوري للشعب المصري (والذي وصلت اليه الملايين من المصريين في ليلة 10 / 2 قبل أعلان رئيس جهاز المخابرات المصري لخبرأستقالة مبارك والذي سبقه أنحياز قطاعات واسعة من الضباط الشباب والجنود الى صف المتظاهرين و أرتباك أجهزة النظام ومحاولة كل منها ألقاء تبعة الجرائم على غيرها...) أستثمارتلك الذروة للأجهازعلى الركائز الأساسية لنظام مبارك (للنظام الحاكم وليس للدولة المصرية )، والأكتفاء بأعتزال رئيس النظام (الذي لم يكن هوصاحب القرار الحقيقي في السنوات الأخيرة من ’حكمه) ،والوقوع في فخ أستلام المجلس العسكري للسلطة لفترة أنتقالية (تلك الفترة التي أستفادت منها القوى المضادة للثورة الشعبية أضعاف ماأستفادت منه القوى الثورية للشعب المصري ) .

3ـ عقد بعض الشخصيات والأحزاب المعارضة وبتشجيع أمريكي (وضمنها جماعة الأخوان المسلمين )صفقات غيرمفهومه مع مراكزقوى أمنية وعسكرية و رموز من نظام مبارك ، والتي لم تكن لصالح الثورة الشعبية على المدى المتوسط والبعيد ،وتغليب منهج المساومات ..

4 ـ عدم الأستعداد الكافي للمخاطرالناجمة من تحرك القوى المضادة للثورة الشعبية ، ومن بقاء غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام مبارك في مواقعهم ،وتأثربعض القيادات المعارضة بضغوط وأغراءات دوائر دولية و’حسن الظن بنواياها ،بينما تدل أغلب التجارب العالمية على أعتمادها الخديعة مع القيادات الوطنية الثائرة..

5ـ عدم نضج القيادات الأسلامية ذات القواعد الشعبية الواسعة ، في مجال تحديد أولويات كل مرحلة وضمان أستمرار وحدة الكفاح الشعبي المصري لتهديم كامل ركائز النظام الدكتاتوري وبناء ’أسس النظام الديمقراطي المرتكز على قوة الجماهيرالمليونية ،وغلبة الجانب الأيديولوجي الضيق على أغلب رؤاها و مواقفها السياسية ،وأصرارها على السلوك السياسي المؤدي الى أنقسام القوى الثورية المصرية مستفيدة من سعة قواعدها الشعبية ومن قدراتها التنظيمية النابعة من عقود النضال السري والعلني ضد نظام مبارك .

6ـ غياب أوضعف المبادرات التي تستوعب طاقات الجماهيرالثائرة وتضمن توجّهها الى المسارات التي تصب في خدمة أهداف الثورة الشعبية ،مما أدّى الى نجاح القوى المضادة للثورة في طرح مبادراتها التي تسعى لسحب البساط من تحت أقدام القوى الوطنية الثورية ،فضلاعن أن حالة الفراغ الناتجة عن غياب المبادرات تمنح القوى المضادة الوقت الذي تحتاجه لأعادة ترتيب أوراقها وصفوفها وعناصرقوتها والتخلّص من نقاط ضعفها...

7ـ الخلط بين أولويات المرحلة وقضايا الصراع المركزية في مصروالعالم العربي (تحقيق السيادة الوطنية والعدالة الأجتماعية ومقاومة الأستعمار وقضية فلسطين ..)وبين مسائل جزئية تقود الى صراعات جانبية والى محاورصراع كاذبة...، وهومايفسّرمواقف الرئيس المعزول مرسي (الأخوان) من القضية السورية ومن الجمهورية الأسلامية ومن حزب الله ومن الخلاف المذهبي في العالم الأسلامي ..،الخ .

بكلمة مختصرة :بالرغم من تعدّد قادة المعارضة المصرية والقيادات الحزبية المعارضة الاّ أن الثورة الشعبية المصرية أفتقدت القيادة الوطنية التأريخية المؤهّلة لأدارة حركة الشعب وتوظيف تضحياته الغالية ، لتخليصه والى الأبد من سلطة الظلمة والطغاة وتحقيق الأستقلال والحرية و العدالة الأجتماعية وبناء ’أسس النظام الديمقراطي الذي يلعب فيه الشعب (وليس الدكتاتور) الدور الأساس ..القيادة القادرة على توحيد صفوف الشعب وقواه الوطنية ... والقيادة التي تحوز على ثقة الشعب ... والقيادة الكفوءة المدبّرة والواعية لخطط القوى المضادة للثورة والقادرة على وضع الخطط والسياسات الكفيلة بالأنتصارعليها ... والقيادة التي لاترى لنفسها أية مصالح شخصية أوعائلية أوفئوية في قبال المصالح العليا للوطن والمواطنين ... والقيادة الزاهدة التي تعيش بمستوى أفقر أبناء الشعب ولاتبرّرلنفسها الأمتيازات الأستثنائية مهما كانت الظروف ... والقيادة التي لاتخشى أية قوة في العالم لأنها تخاف الله وتتوكل عليه صدقا لاأدّعاءا ...

في التجربة الأيرانية كانت هناك أيضا عشرات الشخصيات والأحزاب المعارضة للنظام الملكي الشاهنشاهي ، ولكن قيادة السيد الأمام الخميني رحمه الله هي وحدها التي أستطاعت أن تعبّرعن القيادة العليا التأريخية المؤهّلة للشعب الأيراني عند أندلاع ثورته الشعبية ،وذلك لموقعها الديني وتاريخها النضالي ولصدقها مع نفسها ومع شعبها ولكفاءتها و’حسن تدبيرها وأدارتها للتحرك الشعبي ولتعاليها عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية ولسعة صدرها في أستيعاب حتى المختلفين معها ولدراستها لتجارب التاريخ وتاريخ أيران بالذات مما زاد في وعيها وحصانتها ضد المناورات والألاعيب والخدع السياسية للنظام الشاهنشاهي والقوى الدولية التي تسنده ...

وفي أيران أيضا حاولت الولايات المتحدة خداع الثواربخطة وقوف المؤسّسة العسكرية على الحياد بين حكومة بختيارالتي نصّبها الشاه ودعمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبين حكومة بازركان التي نصّبها الأمام الخميني (أعلن المجلس العسكري في أيران في 10 / 2 /1979 أي قبل الأنتصاربيوم واحد، وقوفه على الحياد) ،وفي الواقع كانت هذه مقدمة الخطة الأخيرة لأدارة كارترلمواجهة الثورة الشعبية المتصاعدة في أيران ، والتي كانت تقضي بمنع أنهدام المؤسّسة العسكرية وتحشيدها وتوحيدها بعد خروج الشاه محمدرضا ،خلف شاهبوربختيار ومن ثم القيام بأنقلاب عسكري دموي ومن ثم أعلان الجمهورية سحبا للبساط من تحت أقدام قيادة الأمام الخميني .المؤسّسة العسكرية الأيرانية كانت الحصن الأخيرللولايات المتحدة ،فالغالبية من نخبتها القيادية كانت موالية وتابعة للولايات المتحدة وكانت ’تدارفي الأيام الأخيرة من قبل مجلس عسكري يضم كبارضباط الشاه أضافة الى رئيس الساواك (أكثرأجهزة الشاه الأمنية وحشيةوقوة)، وكان ’يديره الجنرال (هايزر) الذي كلفه كارتربملف الأنقلاب...بينما كانت الأغلبية من الجنود والضباط من المراتب الدنيا منحازين الى الشعب والى التحرك الشعبي وكانت الأنشقاقات تتوالى بين صفوفهم وألتحاقهم بمعسكرالأمام الخميني والتي وصلت ذروتها بأنحيازغالبية الجنود والضباط الصغارفي القوة الجوية الى صف الثورة (راجع مذكرات الجنرال هايزرالتي صدرت في لندن تحت عنوان "مأموريتي في طهران") ...ألاّ أن الخديعة لم تنجح مع قيادة الأمام الخميني ،ولم تنجح خديعة (كارتر)الأخرى المتمثلة بأرسال رسالة خاصة الى السيد الخميني عندما كان في باريس ،يطلب فيها أعطاء مهلة لحكومة بختيار(التي نصبّها الشاه قبل خروجه) لفترة ثلاثة أشهر...حيث عرفت قيادة الثورة في أيران أن الهدف كسب الوقت والأستعداد للأنقلاب العسكري و’خداع الشعب ببعض المكاسب الجزئية التي سرعان مايتم الأنقلاب عليها لاحقا .. وهومانجح في مصر!

كانت للخصوصية الدينية المذهبية للمجتمع الأيراني وللقيادة التي أدارت حركة الثورة الشعبية، دورا حاسما في اللحظات الحرجة والمصيرية من عمرالثورة وهي التي مكنتّها من الأنتصار. أن أهم أسباب حكمة وشجاعة القيادة الأسلامية عند أتّخاذها لتلك المواقف المصيرية في اللحظات الحرجة والخطيرة ،هي حملها للعلم الأسلامي الذي يمثّل المعيار في التمييز بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام (ليس فقط في مجال فقه العبادات والمعاملات بل في مجال فقه الجهاد والدفاع عن المباديء والأوطان)،و أستقامتها ونزاهتها الأخلاقية أو بالتعبير المتداول أمتلاكها للعدالة والتقوى ،وأحاطتها التفصيلية والدقيقة بالواقع القائم ، خاصة فيما يتعلق بمجال حركتها،و كفاءتها التنظيمية والأدارية وحسن تدبيرها وأمتلاكها لخصائص المدير أو القائد الناجح،و وعيها السياسي العالي والعميق ودراستها لتجارب الآخرين ، خاصة وعيها لمكائد وخدع و أساليب الأعداء الماكرة، وأمتلاك الحصانة السياسية والأخلاقية ضدها... وهكذا قيادة لايتكرّر أنبثاقها بسهولة حتى في نفس المجتمع الأيراني ... فهي قيادة أخضعت نفسها لتربية دينية صارمة لاتتمكّن معها أية أهواء شخصية من التأثيرعلى قراراتها..وهي قيادة لم ’تحسن الظن بأعداء الوطن والشعب والدين ... والكثيرمن هذه الصفات أفتقدتها القيادات الأسلامية المصرية، بما فيها قيادة جماعة الأخوان ذات النفوذ الواسع في الشارع .

وأذا نريد التعمّق قليلا في التحليل ، نقول أن نقاط ’أخرى قد ’تفيدنا لتحقيق فهم أكثر لأسباب فشل أوأنحراف بعض الثورات الشعبية وهي:

أولا ـ ليس في مصروحدها بل في أغلب دول العالم الأسلامي نجحت خطط أجنبية في دفع الحركة الوطنية في كل بلد الى الأختياربين الصفة الوطنية والقومية لحركات التحررالشعبية وبين الهوية الأسلامية الحضارية التي تحملها شعوب تلك الدول ، وهي الهوية التي لايمكن بدونها تحقيق أي أنتصار حقيقي وجذري على القوى الأجنبية الأستعمارية ولايمكن أيضا أنجاح أي مسعى لبناء نظام سياسي مستقل وحروعادل وقادرعلى تحقيق تنمية سياسية وأقتصادية و ثقافية حقيقية في البلاد العربية والأسلامية ، ونتيجة لنجاح تلك الخطة رأينا نشوء الجماعات الأسلامية الجامدة فكرياوالمنغلقة على نفسها والرافضة للآخرأيا كان والسلبية من قضايا التحرر الوطني في المنطقة ،مما أدّى الى تحوّل بعضها الى أدوات طيّعة بيد أجهزة مخابرات معادية للضغط على القوى الوطنية الأخرى ولتشويه الوجه الحضاري المتسامح والبنّاء للأسلام ، وفي المقابل جنحت بعض الأحزاب الوطنية والقومية الى مواقف متطرفة في العداء للدين ومحاربة القيم الأسلامية والسعي لأستئصال القوى الوطنية الأسلامية ...بل والسعي المحموم لنشرتيارات التحلّل والكفرفي ربوع المجتمعات العربية المسلمة ،وأيضا تحوّلت بعض تلك الأحزاب القومية الى أدوات بيد دوائرسياسية وأمنية دولية لاتخفي عدائها للأسلام وللقوى الأسلامية ولأنبعاث الأسلام ثانية كقوة تغييرحضارية في العالم العربي والعالم .

ثانيا ـ مهما كانت وطنية القيادات الأسلامية في العالم العربي ومهما كان نضجها ووعيها السياسي وأغلبها هوفي الواقع من تفرعات جماعة الأخوان المسلمين المصرية ، ألاّ أنها لايمكن أن تخرج عن منظومة العقائد والأفكارالتي تم وضعها في فترة الخلافة الر اشدة والعهد الأموي وتميّز الواضعون بعدائهم الشديد لآل البيت ع الذين جعلهم رسول الله ص( الذي لاينطق عن الهوى ) صنو كتاب الله المجيد ...، وبأستبعادهم لآلاف الأحاديث الصحيحة التي نقلها أئمة أهل البيت ع (القناة الأمينة الوحيدة في الرواية عن الرسول الأكرم ص) وأعتماد آلاف الأحاديث المزوّرة ...، ثم تمت صياغتها بشكلها البعيد عن روح الرسالة التي جاء بها خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان رحمة (وليس نقمة ) للعالمين ،على يد من تم تسميته زورا بشيخ الأسلام ابن تيمية ، والذي أعتمدتها لاحقا الحركة الوهابية السعودية (المشبوهة التأسيس والأهداف )، وهي الحركة الأم لكل الحركات التكفيرية والعنفية والمتطرّفة في العالم الأسلامي مثل طالبان والقاعدة التي نشأت في أحضانها في أفغانستان ،بكلمة ’أخرى فأن أنتصار الحركات الوطنية الأسلامية الأنتماء ومهما كانت سلامة نواياها وأمنياتها ،سوف يؤدي الى أحد أشكال أنظمة الحكم التالية :

  1. النموذج السعودي والباكستاني وربما بعض مشيخات الخليج .
  2. النموذج التركي الأوردغاني ،الذي يوصف بالأعتدال والوسطية والواقعية .
  3. النموذج الطالباني وأخواته (أمارات القاعدة والنصرة وداعش والسلفية المقاتلة و’جند الصحابة ...الخ .

وكل هذه النماذج الثلاث السابقة أثبتت عدم صدقيتها في التحرر من التبعية للقوى الدولية ذات الطموح الأستعماري (بما فيها تركيا الأسلامية التي أثبت سلوكها السياسي في السنتين الأخيرتين تلاعبها بالشعارات الوطنية والأسلامية الصحيحة من أجل حفنة دولارات )،وفشلها في تحقيق العدالة الأجتماعية لشعوبها وأحترام حقوق الأنسان الذي كرّمه الله أعظم تكريم ،وجعله خليفة الله في الأرض ...، والفشل في بناء دولة مدنية عصرية متقدمة جديرة بالأحترام في عالمنا المعاصر ..

ثالثا ـ التعقيد الكبير الذي أوجدته القوى الدولية النافذة في العالم في بناء أنظمة الحكم التابعة لها في العالم ( وخاصة في بناء ركائز قوة تلك الأنظمة وأهمها حزب السلطة والأعلام وأجهزة المخابرات ومراكز القوى الأقتصادية المرتبطة بالشركات المتعدّدة الجنسيات .. ) ،جعل من الصعب على الشعوب والأحزاب السياسية التقليدية الأنتصار على تلك الأنظمة العميلة ،وحتى لو حصل التغيير في قمة السلطة سرعان ماتعود القوى المضادة للتغيير الى السلطة بألوان وأوجه مختلفة ، بسبب بقاء ركائز النظام العميل العميقة الجذور..، ولهذا في الحالة الأيرانية القيادة الدينية المرجعية ذات القداسة لدى أتباعها هي وحدها التي تمكّنت من أدارة الحركة الشعبية وأنجاز التغييربأقل الخسائر ..حتى كتبت وكما أتذكّر أحدى الصحف الأمريكية في عام 1979 بعد أنتصارالثورة الأيرانية ،كتبت : (أن ظاهرة آيات الله خطيرة ولابد من منع تكرار بروزها ثانية في العالم الأسلامي ..)، وهوالأمر نفسه الذي يفسّرالدور الأساسي للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف في أدارة مرحلة مابعد سقوط النظام البعثي البائد في العراق .