banner
في ذكرى ألاربعين

في ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ...

أولا وقبل كل شيء نقول لكل محبّي الأمام الحسين بن فاطمة الزهراء بنت خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام)،في ذكرى أربعينيته... وهنيئا لمن سكب دمعته وشارك في شعائر أحياء أمره وتأسّى بقدوته وسارعلى نهجه سواء في مجال: التمسّك بأحكام الدين او التصدّي لمحاولات تحريفه أو في مجال الثورة على الحكام الظلمة ونصرة المظلومين والمحرومين،أو في مجال رفض الخط الغاصب لموقع القيادة الشرعية ...

ونكتب هذه الأسطر ونحن نعيش مشاهد ملحمة المسيرة المليونية السلمية من كل نقاط العراق صوب مرقد أبوالأحرار وسيد الشهداء..بل ومن العديد من دول العالم القريبة والبعيدة , ويالها من مسيرة وياله من هدف وماأكثر وأكبرالدلالات وأبلغ المعاني التي تؤشّرعليها هذه الملحمة التي لامثيل لها على مدى التاريخ وعلى أمتداد قارات الكرة الأرضية ... وفي ظل جرائم الأستهداف بالعمليات الإرهابية....

لاتوجد قضية أفضل من أحياء أمرالأمام الحسين (ع) لمساعدة الأمة والجماعة الصالحة على أمتلاك الشعوربالمسؤولية تجاه الأسلام،والشعور بأهمية التضحية الحقيقية والصبرو المثابرة والصمود أمام القوى الظالمة... ولاننسى مغزى ظهور الأمام المهدي (ع) في يوم عاشوراء ...

وقد لاحظنا دور الشعائر الحسينية في مواجهة الظلمة والتعبئة العقائدية والثورية لأبناء الأمة والشيعة منهم بشكل خاص،على مدار التاريخ القريب والبعيد .

حقا أنها ملحمة العصر (ملحمة السائرين صوب مرقد الإمام (ع) ) التي بقيت وطيلة أيام ونحن نعايشها..وياليتنا كنّا معكم .. لو لم يتحقـّق من تلك المسيرة المليونية سوى مظهرها الذي يُدخل الفرحة والشعور بالعزّة والفخروالقوة والأمل بالمستقبل المشرق على قلوب المؤمنين والموالين..و’تدخل الخوف واليأس والأحباط على قلوب أعداء الدين والوطن و المذهب الذين عملوا لعقود في زمن البعث البائد, ويسعون اليوم بشتى السبل الأجرامية لمنع العراقيين والمسلمين وفي مقدمتهم أتباع أهل البيت ع من المشاركة في الشعائرالحسينية,وخاصة تلك الشعائرالجماعية المليونية مثل زيارة الأربعين وركضة طويريج في عاشوراء ...

نقول لولم يكن هناك سوى هذا العطاء المعنوي وخاصة للمظلومين في العالم وفي صدارتهم شيعة أهل البيت ع الذين يواجهون أضطهادا لامثيل له في بعض الدول العربية والأسلامية,فهذا يكفي لبيان أهمية وضرورة الأستمرار والتطوير لمسير الزوّار صوب مرقد الأمام الحسين ع. ليست أعداد المشاركين فقط هي المعيارللتقييم ,ولا القدوم من شتى بقاع العالم فقط,بل هي الحالة العامة لسلوك الزوار, من تكافل وتعاون ومشاركة طوعية في الخدمة وتهيأة كل مامن شأنه تيسير الزيارة وراحة الزائرين...

كل مامضى هو الشجرة ..وبقي أن نحرص أن لانضيع الثمرة ..الثمرة هي الإلنزام بالدين والسير على نهج دين الإمام الحسين ع ..ودين رسول الله ص ..الإسلام السالم من التحريف المأخوذ من نبع أئمة أهل البيت ع ...والعمل من أجل إستئناف الحياة وفق قيم الإسلام ومواجهة المتجبّرين والظالمين ونصرة المظلومين وخدمة المحرومين ومحاربة الفاسدين والمتستّرين عليهم ومواجهة المتاجرين بالدين لخدمة مصالحهم ..

لايجتمع حُب الحسين ع وإحياء أمره مع سرقة بيت المال ومعظُلم الناس وتمكين الفاسدين والفاشلين من السلطة... ولاتجتمع محورية الله تعالى ومحورية حُب الحسين (ع) مع محورية حُب الذات والإستعلاء على الناس ..

ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي،ولكن ما وقر في القلب وصدقه الفعل... صدق رسول الله(ص)