banner
دروس من التاريخ القريب ( الأجزاء 1، 2، 3 )

دروس من التاريخ القريب( 1 )

كما وعدت الأصدقاء الأعزاء بتناول بعض دروس تجربتنا المعاصرة للأستفادة منها في يومنا الراهن ،وكما قالوا ماأكثرالعبر وأقل الأعتبار..فكما هو واضح للمراقبين اليوم ،أن هناك أنقساما واضحا في بعض أوساط الشعب العراقي ، خاصة بعد طرح المجلس الأعلى مبادرته السياسية لحل الأزمة المتصاعدة منذ أكثرمن عام في المنطقة الغربية (وأذا أردنا الدقة في الوسط السنّي العراقي بأستثناء الوسط السنّي الكردي ) ، بالطبع مع أعلان كل قيادات المجلس تأييدها الكامل للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة العراقية للتصدّي للجماعات الأرهابية التكفيرية وبقايا النظام البعثي البائد التي ترتكب ومنذ سقوط البعث الصدامي أوسع وأبشع الجرائم بحق المواطنين العراقيين عامة (والشيعة العراقيين خاصة)،أضافة الى طلب المجلس من قيادات المنطقة الغربية (المشتركين في العملية السياسية) المحافظة على سلمية أحتجاجات المنطقة والتصدي الحازم للجماعات المسلّحة الأرهابية وأيتام البعث المعادين للنظام السياسي الجديد ، والذين نجحوا وللأسف في أختراق ساحات الأعتصام في الأنبار والفلوجة وسامراء وصلاح الدين ، بحيث أصبح التكفيريين و أصبحت الرموز الأرهابية والبعثية المعروفة الجهة الناطقة رسميا بأسم بعض منصات الأعتصام ...ونذكّرأيضا بأنه كانت للمجلس الأسلامي قبل أكثرمن عام مبادراته ووساطاته السياسية المماثلة عندما أزداد التوتر بين رئاسة الوزراء وبين القيادات الكردية في أقليم كردستان العراق ،حيث وصلت الأمورآنذاك الى حافة الصدام المسلّح بين الجيش وبين البيشمركة..!؟

ودفعا لسوء الفهم المحتمل، خاصة في أجواء التنافسات والصراعات الأنتخابية القائمة وشيوع ظواهرعدم الثقة وسوء الظن بين الكثيرمن العاملين في الساحة ،أرى من المفيد الأشارة الى ملاحظتين هامتين :

الأولى : بالرغم من كوني العضوالوحيد الباقي في المجلس الأسلامي من الهيئة التأسيسية (المتكوّنة من 17 شخصية أسلامية على رأسها الشهيد السعيد السيد محمد باقرالحكيم رض والتي بادرت عام 1982 الى تأسيس المجلس الأعلى) ألا أنني وكما يعرف الكثيرمن الأخوة و الأصدقاء، أخترت بأرادتي أن لاأكون في السنوات الأخيرة في موقع القرار و المسؤولية وعادة ماأكتفي بالمشاركة في أجتماعات الهيئة العامة التي تجتمع رسميا كل أربعة أعوام (كانت تجتمع سنويا سابقا)،وأكتفي بهذا الدور المحدود جدا بالرغم من ألحاح قيادة المجلس الموقرة على ضرورة المشاركة والتواجد في مواقع ومفاصل ’أخرى في هيكلية المجلس ، و يمنعني من الأستجابة لذلك ظروف شخصية أعيشها في هذه المرحلة وملاحظات نقدية لبعض العاملين في الأطار، وبعض الممارسات التي تتم بأسمه وكتبت كل ذلك في دراسة من ثلاثة حلقات وزّعها المجلس على أعضائه ونشرتها في أحدى المواقع الأليكترونية ...

أذكرهذه الملاحظة لكي أدعو البعض الى أستبعاد فرضية أن تحليلاتي السياسية تنبع من موقف التعصّب الفئوي أو الأنحياز المسبق لجهة ما مهما كانت رؤاها ومواقفها السياسية .

الثانية : ليس الهدف من الملاحظات النقدية لبعض الجهات والظواهرالسياسية الموجودة في الساحة العراقية ، الدفاع عن فئة وأتهام ’أخرى ، أوتزكية حزب أوشخصية وتسقيط ’أخرى ،وهي الحالة السائدة للأسف الشديد في الساحة ومنذ زمن غيرقليل ،حيث أصبح المنهج هو : (أنظر الى من قال وليس الى ماقيل )بينما كان المثل الشائع هو(أنظر الى ماقيل وليس الى من قال )،فأذا كانت المبادرة من الحزب الذي أنتمي اليه ،فهي أفضل المبادرات والحلول ،أذا لم تكن كذلك فأصحابها عملاء وخونة وداعشيون (كما ورد في أحدى المقالات الأخيرة) ..

نحن لسنا من هذا الصنف ،فليس هدفنا أتهام وتخوين وتسقيط حزب أوشخصية أومسؤول وتزكية والدفاع عن منافسيه ، بل هدفنا أثبات خطأ طريقة تفكيرسائدة في بعض الأوساط وصحة طريقة تفكير’أخرى مقابلة ،وكلا الفريقين المختلفين في طريقة التفكيرهما في الغالب من الوطنيين العراقيين المخلصين للوطن ولقضاياه ،ولكن وكما علمتنا التجارب الأخلاص وحده لايكفي . وطيلة العقدين الماضيين أبتلت الساحة العراقية بأنماط وطرق تفكيرخاطئة ومناهج تحرك سياسي متخلّفة أوخاضعة للصراعات والتنافسات السياسية والحزبية السائدة بدلا من جعل المصالح العليا للوطن والمواطنين هي المعيار ،وفي كل الحالات التي عشناها سابقا وعندما كان طرف وطني يبادرالى مشروع وطني ومبادرة تحرك سياسي كان طرف آخرأوأكثر يمربمواقف متلاحقة ومتغيرة تجاه ذلك المشروع أوتلك المبادرة ، بدءا من التشكيك بها وبنوايا القائمين عليها وأتهام الطرف المبادر بالمزايدة على الأطراف الأخرى وبأتهامات باطلة أخرى ومرورا بالتعامل غيرالجاد مع تفاصيلها وأنتهاءا (وياللعجب) بقبولها في النهاية خاصة بعد أن يتحرك الواقع السياسي منسجما مع تلك المبادرة ، ولأستعرض عناوين بعض المبادرات السابقة التي عاشت مثل تلك الظواهر وتلك الأختلافات :

  1. المبادرة عام 1982 ،الى تأسيس أطارقيادي مشترك للقوى الوطنية الأسلامية العراقية ، والذي حمل فيما بعد عنوان (المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق ).
  2. المبادرة لتحرك سياسي يستهدف بناء علاقات خارجية أيجابية للأطارالعراقي الأسلامي المشترك مع حكومات دول الجوار العراقي ،وخاصة تلك التي لها موقف أيجابي من القوى الوطنية العراقية المعارضة لنظام صدام مثل الحكومة السورية وبالطبع أضافة الى الجمهورية الأسلامية الأيرانية .وكانت تلك المبادرة في عام 1983 .
  3. المبادرة الى بناء تحالف وطني عراقي شامل ضد النظام البعثي الصدامي ،يضم وأضافة الى القوى الأسلامية العراقية ،القوى الكردية والقوى اليسارية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي وحزب البعث الجناح المؤيد لسوريا والقوى القومية العروبية وحتى ضباط سابقين معارضين لنظام صدام ،وبلغ التحرك لأنجاح تلك المبادرة ذروته في عام 1990 ،وهوماأدّى الى أنبثاق (لجنة العمل المشترك ومقرها دمشق ).
  4. المبادرة الى مشروع (المؤتمرالوطني العراقي)والذي ضم في دورة أجتماعه الثانية ( أربيل / تشرين الأول 1992 )أغلب القوى الوطنية العراقية ،والذي كان ’يراد منه تقليل مخاوف القوى الغربية ذات النفوذ الكبير في المنطقة ، من قوى المعارضة العراقية المتمركزة قياداتها في سوريا وأيران .
  5. المبادرة الى عقد مؤتمرللمعارضة العراقية في أوربا (أوائل عام 2003 ) ،وأنتخاب لجنة التنسيق والمتابعة (المتكونة من 64 عضوا)ومقرها في أربيل / كردستان العراق ، أستعدادا لتداعيات الأجتياح العسكري الأمريكي الذي بدأت ملامحه ومقدماته بالتبلور بعد جريمة ضرب الأرهابيين السعوديين لمركز التجارة الدولية والبنتاغون في الولايات المتحدة الأمريكية بالطائرات المدنية المختطفة ، وبعد أحتلال أفغانستان.

 

يتبع...

 

دروس من التاريخ القريب( 2 )

قبل انتصار الثورة الشعبية في إيران بقيادة السيد الخميني رحمه الله ، بأشهر تصاعدت وبوتائر عالية الفعاليات السياسية والجهادية المعارضة لنظام البعث العراقي ،خاصة بعد أعلان المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف والمتمثـّلة بالشهيد السيد محمد باقر الصدر موقفها الصريح من النظام وأعلانها لبياناتها الثلاث المعروفة ورفضها الخضوع لضغوط النظام البعثي، حيث بدأ الجهاز الحاكم في بغداد يخشى كثيرا على مستقبله ومصيره .

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في شباط(فبراير) 1979، تطورت الحركة الثورية للشعب العراقي كماً ونوعاً بسبب المعنويات الكبيرة الحاصلة نتيجة الانتصار في الجارة المسلمة ايران (بالضبط كما شاهدنا في هذا العام أنتقال الروح الثورية المنتفضة على الحكام الظلمة والمستبدّين من تونس الى مصر الى ليبيا والبحرين واليمن وغيرها خلال أشهرأوأسابيع) ...وفي قبال ذلك بدأت السلطة البعثية بحملة قمع مروّعة لم يشهد العراق لها مثيلا (وبإسناد سياسي من دوائر دولية وأقليمية خشيت أن يلحق نظام صدام النظام الشاهنشاهي بسبب معرفتهم بهشاشة وضعه الداخلي وقوة الحركة الوطنية العراقية وخاصة القوى الأسلامية منها وأهم من ذلك القاعدة الشعبية الواسعة والكلمة المسموعة والمطاعة لدى العراقيين و التي تتمتّع بها القيادة الأسلامية أي المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ، حيث تم بعدها إعدام الآلاف من الوطنيين من الإسلاميين (في طليعتهم تلاميذ ووكلاء وأتباع المرجع السيد محمد باقر الصدر) والقوميين واليساريين وغيرهم وسجن وتعذيب مئات الآلاف، وتشريد وتهجير أوساط شعبية واسعة وإبعادها الى الخارج بعد أسقاط جنسيتها ومصادرة كل وثائق المواطنة العراقية ،وحجز الشباب منهم ...

القوى والشخصيات العراقية المعارضة الخارجة لتوّها من حمامات الدم في العراق وبعد إعدام قيادتها العليا المتمثلّة بالمرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه، تلك القوى المعروفة بإمكاناتها المتواضعة والمُنهَكة جرّاء عقود من سياسات الملاحقة والقمع والحصار على يد النظام البعثي... كانت تبحث عن حلفاء وإمكانات وقواعد آمنة داخل وخارج العراق لكي تتمكن من لملمة صفوفها وإعادة تنظيم تشكيلاتها والتهيؤ لمرحلة جديدة من المواجهة مع النظام البعثي للدفاع عن استقلال العراق وحرية ومصالح شعبه وأسقاط النظام الشمولي القمعي والفاشي الذي أعتمد سياسة الأستئصال والأبادة تجاه كل القوى الوطنية العراقية ،وسياسة الأنتقام الجماعي من قواعدها الشعبية ...ومن كل من لاينفذ سياساته...

ومع ان تلك القوى والشخصيات العراقية المعارضة حاولت مدّ يدها وبناء العلاقات والجسور مع كل حكومات وشعوب الدول المجاورة، إلا إن بعض الحكومات كانت متواطئة مع النظام البعثي وبعضها الآخركانت خائفة من ردود فعله، سوريا وحدها كانت وقبل نجاح الثورة في إيران تفتح أبوابها ومنذ أوائل السبعينات من القرن الماضي للمعارضين العراقيين ولبعض مكاتبهم السياسية... بينما كانت بعض الدول الخليجية تسمح بدخول وإقامة بعض الأوساط العراقية المعارضة إلا إنها تفضل أن لا تمارس تلك الأوساط أي نشاط معادٍ لنظام صدام (على الأقل في العلن) خوفاً من ردود فعله.

بعد سقوط الشاه وبعد شن الحرب العدوانية على إيران وبعد استحكام العداء بين النظام السوري بقيادة الرئيس السابق حافظ الأسد، خاصة بعد قيام مخابرات صدام بتفجير القنابل والسيارات المفخّخة في دمشق...بعد كل ذلك أصبحت الجمهورية الإيرانية الإسلامية والجمهورية العربية السورية الدولتين المجاورتين الوحيدتين اللتين يُمكن للقوى العراقية المعارضة لصدام التحالف معهما والانطلاق منهما في فعالياتها السياسية وغير السياسية.

في ظل هذه الظروف تأسّس المجلس الأعلى وخاصة بعد هجرة السيد محمد باقرالحكيم رض ووصوله الى سوريا ثم الى الجمهورية الأسلامية ، وللمكانة الأجتماعية والسياسية والدينية التي كان يشغلها لدى الشعب العراقي وقواه الوطنية (لخصائصه الشخصية وأيضا لأنتسابه العائلي لأحد أشهر المراجع الدينيين المعاصرين في العالم الأسلامي فهونجل الأمام السيد محسن الحكيم رضوان الله عليه)، فضلا عن تفرّغه الكامل للقضية السياسية ، وممّا عزّز مكانته السياسيةأيضا نجاحه في كسب تأييد ودعم دولتين أقليميتين مؤثّرتين جارتين هما أيران وسوريا بالرغم من الأختلاف الكبير بين أنظمتهما السياسية وبناء علاقات أيجابية متوازنة مع حكومات دول الجوار العراقي ، بالطبع دون التنازل عن ثوابته الوطنية.

الذي حقّق كل تلك السمعة والأرضية الوطنية الأيجابية وأضافة لأستشهاد أغلب أخوانه وأعتقال كل الذكورمن عائلته الكبيرة داخل الوطن ، هونهجه السياسي والمشروع الوطني الذي طرحه لكل القوى الراغبة بالتغيير في العراق، وليسمح لنا القاريءالكريم هنا بأستعراض أبرز مفردات ذلك النهج السياسي المتميّز :

  • الأنفتاح على كافة القوى الوطنية العراقية من مختلف الأنتماءات الدينية والقومية و المذهبية والحزبية ، والسعي لوحدة حركتها الجهادية الميدانية ضد النظام القمعي .
  • لامساومة ولامهادنة مع النظام البعثي الحاكم(بعد أنتفاضة1991م قام وفد عربي بأيصال عروض مغرية للمجلس للمشاركة في الحكم مع نظام صدام ولكن السيد الحكيم ورفاقه عرفوا طبيعة النظام البعثي الغادرة ولم يساوموا على حساب دماء الشهداء) ، والكفاح الشعبي مستمر حتى أسقاطه، و التغيير يصنعه الشعب العراقي وحده ،ودورالآخرين في المنطقة والعالم هوعزل النظام سياسيا وعدم تمكينه من كل مايساعده على البقاء،أضافة الى دعم نضال الشعب العراقي .
  • الأنفتاح على شعوب وحكومات المنطقة والعالم المستعدّة لدعم مطالب الشعب العراقي المشروعة في الحرية والأستقلال والسيادة وأحترام هويته الحضارية والخلاص من نظام الحكم القمعي الشمولي ، والتصدّي للتمييز العنصري والطائفي .
  • بعد أسقاط النظام،الشعب العراقي هوالذي يقرر ومن خلال الأنتخابات والآليات الدستورية(طبعا بعد أقرار دستور جديد) طبيعة نظام الحكم وهويته السياسية وهويختارممثّليه في البرلمان ويختار ويحاسب ويغير حكّامه ، دون أي ضغط أوتبعية للدوائر الأقليمية أو الدولية.

لم تكن مفردات النهج السياسي الذي أشرنا اليه كلمات على ورق، بل تصدّى لها عمليا ، ويتذكر المتابعون للشأن العراقي خاصة في حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي مبادرة كتلة السيد الحكيم في المجلس الأعلى، الى الأنفتاح على قوى الحركة الوطنية العراقية غير الأسلامية والتي أنتهت الى تشكيل (لجنة العمل المشترك)التي تم الأعلان عنها في بيروت ،دون أن ننسى حماسة أغلب الأحزاب الوطنية لأنجاح تلك المبادرة ودورالدول الشقيقة والحليفة، وكذلك نتذكّر مبادرة نفس الكتلة لبناء علاقات سياسية على مستوى عال مع حكومات وشعوب دول مجاورة وغير مجاورة ويجب أن نلتفت هنا الى أن المفردات و المواقف أعلاه قد تكون في الوقت الراهن أو حتى في أواسط التسعينات من القرن الماضي (حيث أنفتحت دوائر أقليمية ودولية على المعارضة العراقية بعد غزو الكويت) مواقف طبيعية وبديهية لدى أغلب السياسيين العراقيين ، الاّ أنها لم تكن كذلك في حقبة الثمانينات التي لم يكن أغلب الأسلاميين يقبل حتى التفكير بها لطغيان قوانين العمل الفكري عندهم على قوانين العمل السياسي ولعدم النضج السياسي وقلة الخبرة في مجال العمل السياسي آنذاك وعيش أجـواء أنتصار الثورة في أيران التي أعطت الأسلاميين عموما والأسلاميين العراقيين خاصة شعورا مبالغا فيه بالأعتداد بالنفس وربما لدى البعض شعورا بعدم الحاجة الى القوى الوطنية العراقية الأخرى ، و ساهمت في تأجيجها مواقف طفولية من الأسلام والحركات الأسلامية لدى بعض الفصائل اليسارية والعلمانية ودخول بعض تلك الفصائل في تحالفات وجبهات (وطنية !!) مع البعث الحاكم آنذاك في وقت كانت فيه طاحونة القمع والقتل والأعدام الصدامية تطال المئات من الأسلاميين (أوائل وأواسط السبعينات )....

قوانين العمل الفكري لاتعرف المنطقة الرمادية ، فأما حـق أبيض وأما باطل أســود ولامجال للتداخل فيما بينها..أما قوانين العمل السياسي فتسعى الى مساحة الممكنات ...رسول الأسلام (ص) لم يكن يقبل مطلقا الخلط بين عقائد الأسلام الحقـّة البيضاء وبين عقائد يهودية باطلة ، ولكن رسول الأسلام نفسه (ص) كان يسمح بعقد هدنــة مع اليهود اذا أقتضت المصلحة الأسلامية ذلك...هذا هو الفرق بين قوانين العمل الفكري وقوانين العمل السياسي وضمن نفس المنظومة الفكرية أو العقائدية (أي الأسلام) ..لاأزال أتذكّر الضجة التي أثارتها أحدى الجهات الأسلامية ،عندما تناهى الى أسماعهم خبرلقاء وفد قيادي أسلامي (برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم وعضوية السيد محمد الحيدري /في أوائل الثمانينات )بالرئيس السوري الراحل ، وكنا حينها في أجتماع الهيئة القيادية للمجلس وأعتبروا الزيارة موقفا سياسيا خاطئا ومتعارضا مع الهوية الأسلامية للمجلس ...ولكن وهو الأمر العجيب : سرعان مانسي المنتقدون مؤاخذاتهم على مبادرة المجلس أوفي الواقع مبادرة السيد الحكيم ، وسارعوا للأتصال بالحكومة السورية وبمستويات أقل بكثير من المستوى الذي ألتقى به مبعوثي كتلة السيد الحكيم وفتحوا مكاتب هناك...

بالطبع موقفهم الثاني هو الصحيح ، ولاأزال أتذكّر الضجة العالية التي أثارتها أحدى الجهات الأسلامية، عندما طرحت كتلة السيد الحكيم في أحدى الأجتماعات موضوع المباحثات مع الأحزاب غير الأسلامية وأهمية تطويرها وصولا الى بناء جبهة موحّدة لقوى المعارضة العراقية ضد النظام البعثـي، وكانت أدلة المنتقدين لأطروحةالحوارهي التذكير بمواقف أتّخذها شيوعيون عراقيون في الخمسينات من القرن الماضي ضد مراجع وعلماء الدين خاصة في المدن المقدّسة وحملتهم الطفولية على القيم الدينية قبل عقود من الزمن...الخ ،متناسين أن دعوتنا لوحدة كفاح شعبي ضد الدكتاتورية لاتعني تزكية أيدولوجيات القوى المراد توحيد مواقفها النضالية ،ولكن أيضا ليس من الحكمة والنضج السياسي أستصحاب ممارسات حصلت قبل أكثر من ثلاث عقود تدينها الآن نفس الجهات قبل غيرها ...وهذا الأمر يذكّرنا أيضا بقصة واقعية طريفة فيها الكثير من مصاديق نضج وحكمة قيادة السيد محمد باقرالحكيم رحمه الله في المجلس الأعلى، أتذكّر في أواخر عام 2002م وعندما أقتنعت قيادة المجلس المتمثـّلة بالسيد الحكيم والثلّة العاملة معه (وبضمنهم كتلة الشهيد عزالدين سليم وكتلة المرحوم الشيخ جاســم الأسدي ) وبعد متابعة وتحليل دقيقين ونقاشات سياسية قيادية مستفيضة، بأن الأعصار العسكري الأمريكي قادم لامحالة الى المنطقة والى العراق خاصة بعد غزو أفغانستان ، وذلك ليس أستجابة لأستغاثة المظلومين في العراق وأنما لتداعيات العمل الأرهابي الذي حصل في نيويورك وواشنطن ومحاولة أعادة الهيبة للدولة الكبرى وأستغلال الحدث لتنفيذ سيناريوهات قديمة للهيمنة على المنطقة ...

عندما أقتنعت قيادة المجلس بذلك بدأت بالتحرك لأستثمار المستجدّات لصالح قضية الشعب العراقي المظلوم دون التفريط بالثوابت..وشاركت من هذا المنطلق في لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر وطني عام خارج الوطن لدعم حقوق الشعب العراقي وتمكين ممثـّليه من ملأ الفراغ في حالة أنهيار النظام، هذا الموقف والتحرك لم يستوعبه البعض في جهات أخرى وبدأوا بالتشويش وأطلاق التهم تجاه المجلس الأعلى وبدأت بعض صحفهم بالغمز واللمز...في تلك الأيام وصلنا تكليف من قيادة المجلس الأعلى(السيد الحكيم) وكنا نقيم حينها في احدى دول المهجر، بأن نذهب لزيارة قيادي أسلامي معروف يقيم في نفس البلد ، وكلّفني الأخوة أعضاء الوفد بالتحدث بأسم الوفد ،وقمت بأيصال الرسالة الشفوية المكلّف بأيصالها من السيد الحكيم ، وخلاصتها(أن قيادة المجلس الأعلى متمثّلة بالسيد الحكيم وبعد أبلاغ تحياتها لكم تقول أذا كان الأخوة في الحزب يرغبون بالمشاركة في تحرّكنا فأننا مستعدون للتحرك على الأطراف الأخرى لقبولكم طرفا رئيسيا فيه ، وأذا لم يكن هناك مقعد شاغرفي قيادة ذلك التحرك الوطني (الذي كان يضم أيضا الحزبين الكرديين الرئيسيين) فالسيد الحكيم مستعد للتنازل عن مقعد المجلس الأعلى لصالح ممثل الحزب، وأذا لم يكن الحزب مقتنعا بالمشاركة في هذا التحرك ويفضل أتخاذ موقفا سياسيا آخر..فلا بأس بالتكامل والتنوّع في المواقف خدمة لمصالح شعبنا..ولكن مايطلبه المجلس الأعلى ويتمنّاه أن يوقف بعض الأخوة من أعضاء حزبه حملة الأتّهامات والتشكيك ضد رجال المجلس وضدسياساته في المجالس العامة..وبأنهم عملاء المشروع الأمريكي ، فكان جواب الأخ القيادي: أن المشروع الذي تتحرّكون به هومشروع أمريكي ونحن لدينا مشروع وطني(وكان يشير الى أجتماعات كان يعقدها آنذاك في العاصمة البريطانية ممثلون لحزب الدعوةالأسلامية والحزب الشيوعي والحزب الأسلامي وحزب البعث/ قيادة قطر العراق الموالي لسوريا)...ولكن ما أن أنقضت أسابيع ووقعت الأحداث التي توقّعتها قيادة المجلس وسقط صنم رأس النظام ، حتى رأينا تغيرا بمائة وثمانون درجة لدى ذلك الأخ القيادي ورفاقه في الحزب وبدأ التسابق على النفوذ في النظام الجديد...

لاأعلم لحد الآن هل كان جواب الأخ القيادي يشير الى وجود تحركين لدى الجهة المذكورة أحدها مثالي معلن والآخر براغماتي سري أويشيرالى تأخّر في الوعي والأستيعاب لما يجري في العالم والمنطقة من أحداث وهو الأحتمال المرجّح لدينا ...و هنا يبرز تساؤلين مشروعين:الأول :كم يكلف الشعب والوطن ذلك التأخّر(ولاأريد أستخدام كلمة التخلّف) في الوعي؟ والثاني : أليس من الأنصاف الأعتراف للبعض بأسبقيتهم في الوعي والنضج السياسي وأسبقيتهم في المبادرة للتحرك الصحيح في الوقت المناسب.

أليس ممكنا أن تتكرر نفس ملابسات المواقف السابقة تجاه أحداث جديدة؟ لماذا يقوم البعض وبمجردعدم قبوله لمبادرة سياسية معينة بأطلاق الأتهامات على الجهة المبادرة والطعن بنواياها والتشكيك بالغايات؟ وأغبى الأتهامات وأكثرها طرافة التي نسمعها هذه الأيام: القول بأن مبادرة (أنبارنا صامدة بوجه الأرهاب) هي لأغراض أنتخابية ،علما بأن أبسط المراقبين وعيا يعرف بأنه لايمكن أن تكون المنطقة الغربية (ولعدة أسباب وملابسات آنية وتأريخية) قاعدة أنتخابية لقيادة علمائية وفئة أسلامية شيعية!! ،ويعرف بأن مثل تلك المبادرة ’تعني مجازفة خطيرة بالقاعدة الأنتخابية للقيادة التي طرحت المبادرة والموجودة في الوسط والجنوب؟!؟ولكن المصالح العليا للوطن والمواطنين هي أغلى وأهم من الكسب الأنتخابي .

 

يتبع...

 

دروس من التاريــخ القريب( 3 )

حقا لماذا يهاجم البعض ’مبادرة سياسية تقول أنها ’تريد المساهمة في حل أزمة ’مستعصية ومنذ سنوات في الوطن ؟ ولماذا يشكّك بنوايا أصحابها ؟ ويوجّه لهم التهم الباطلة الرخيصة ؟ بالرغم من أنهم رفاق درب نضالي يمتد لعدة عقود ..! وهويتهم الوطنية والأسلامية والمذهبية واضحة وناصعة ، حتى أنهم قدموا من الشهداء والمعتقلين والمعذبين والمقتولين غيلة في فترة حكم النظام البعثي البائد مالايستطيع أنكاره أي ’مكابر... حتى كاد البعث أن ’يبيد الرجال من أرحام وأبناء المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم ...وآخرهم الفقيه الشهيد السيد محمد باقرالحكيم رض ، الذي كان القيادة الأسلامية العراقية الأولى التي أستهدفتها المجموعات الأرهابية بعد سقوط صنم البعث في بغداد ( تم أغتيالها في تفجيرالنجف الأشرف في آب 2003 ) بدعم من بقايا النظام البعثي البائد ومن دوائردولية ’معادية لحرية وأستقلال وسيادة ووحدة العراق ...

ولماذا يثيرالبعض الشبهات والتفسيرات الخاطئة المتعمّدة قبل أن يقرأ نصوص المبادرة و يتمعّن في أبعادها السياسية والأجتماعية والأمنية ؟ بل ويبقى ’يثيرالشبهات حولها (حتى بعد الأطلاع على تفاصيلها وشروحاتها المفصّلة من أصحابها ) ، ولماذا يقوم بتحريض أتباع نفس المذهب بالأساليب الغوغائية لتهييج الجماهيرضد تلك المبادرة، وبالتالي أستغلال هذه المعركة المفتعلة أنتخابيا وحزبيا و لتصفية حسابات سياسية قديمة وجديدة !؟

وألم يتخذ ذلك البعض وللأسف الشديد نفس تلك المواقف ،تجاه مبادرات مماثلة كانت مهمة جدا وضرورية في أوقات طرحها ... والتي ذكرنا عناوينها العامة في نهاية القسم الأول من هذه الدراسة، ثم سرعان مأثبت الواقع وتطوّر الأحداث في الوطن صحة وضرورة تلك المبادرات التي تدل على وعي سياسي وأجتماعي عميق وشعورعال بالمسؤولية الوطنية تجاه ما’يعانيه الشعب من آلام ومآسي ...؟ وسرعان ماألتحق المشكّكون والمرجفون بعد كل ماأثاروه من أتهامات ..!! كم كلّفت مواقف التشكيك والأتهام تجاه مبادرات التحرك على القوى الوطنية العراقية غيرالأسلامية، لبناء تحالف وطني شامل ضد نظام صدام في الثمانينات ؟وكم كلّف التشكيك والأتهام ( قبل عقود) تجاه مبادرة الأنفتاح على حلفاء أقليميين وتجاه مبادرة بناء التحالف الأستراتيجي مع الأخوة الكرد قبل وبعد سقوط البعث في العراق ؟ وتجاه مبادرة الأستعداد لتوظيف تداعيات الأعصارالأمريكي القادم الى العراق بعد العمليات الأرهابية للسعوديين في نيويورك...

لم ترفض جهة ما، التحرك مع باقي القوى الوطنية العراقية، و ضمن وفد واحد يضم القوى الوطنية العراقية المعروفة ، للتحرك على العواصم الكبرى ذات التأثيرفي أوضاع المنطقة وضمن الثوابت الوطنية المشتركة (عندما كان النظام البعثي البائد على حافة الأنهيار )واصفة ذلك التحرك بالمشروع الأمريكي ، ولكنها وبعد وقت قصير يقوم قياديين في تلك الجهة و بمفردهم بزيارة سرية الى عاصمة الدولة الكبرى التي يتهمون الآخرين بالعمالة لها ! لم نفس العمل يكون حراما أذا قام به الآخرون وحلالا أذا كانوا هم القائمين به ؟

نكرّرليس المهم معرفة تلك الجهة المشكّكة ؟ ومن هي الجهة المقابلة لها التي ’تبادرللتحرك بمشاريع ناضجة ، و لكن المهم أن نشخّص أسباب ظاهرة تعامل البعض بسلبية مع المبادرات التي تنطلق من غيره، نعتقد أن أهم الأسباب التي تقف وراء تلك الظاهرة المستمرة منذ عقود ولحد الآن (في مرحلة المعارضة وفي فترة السلطة والحكم ) ،هي الأسباب التالية :

أولا ـ تدنّي الوعي السياسي لدى البعض ، وقلة ممارسة العمل السياسي في الأمة .

ثانيا ـ أنعدام أوقلة العلوم والخبرات في مجال أدارة الحكم وأدارة الأزمات .

ثالثا ـ غياب الأستراتيجيات في المجالات المختلفة ، والتحرك غالبا وفق ردود الفعل الآنية .

رابعا ـ غياب اللجان المتخصّصة ومؤسّسات صناعة القرارفي المجالات المختلفة ، أوعدم أحترامها وأعتماد الأجتهادات الفردية في قبال رؤى وقرارات تلك المؤسّسات في حال وجودها.

خامسا ـ أولوية الطموحات والمصالح الفئوية أوالشخصية على المصالح العليا للوطن والشعب عند تعارضهما.

سادسا ـ التعصب الحزبي الأعمى الذي لايرى أية أيجابية فيما يطرحه الآخرون ، والصواب كل الصواب يكون دوما فيما تطرحه الفئة التي ينتمي اليها المتعصّب .

هذه بعض أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة التشكيك والتهجّم على المبادرات السياسية لحل أزمات الوطن ،ثم الألتحاق بها ،بعد أن يتحرك الواقع نحوها وبعد أن يعجزالحل المعتمد على العامل الواحد .. مشكلة البعض أنه يتصور بأن العمل الحزبي السري والقائم بشكل رئيسي على العمل التثقيفي والتنظيمي لكسب الأفراد للتنظيم ثم تعبئتهم بأيدولوجية وثقافة الحزب ، هو العمل السياسي! وهوأفتراض خاطيء، لأن العمل السياسي هو نشاط علني وسط الشعب وتتنوع أساليبه بأختلاف الظروف ومدى توفر الحريات ودرجة القمع.. وقد يرفع السلاح تارة وقد يدخل في تحالفات مع السلطة أومع بعض مراكز القوى في السلطة ،وقد يدخل البرلمان في ظل النظام غيرالديمقراطي بحسب الفرص المتاحة ولكن لنفس الأهداف، فوسط التحرك ليس الحزب وأنما الأمة والأهداف المطلوب تحقيقها يجب أن تكون معلنة وواضحة للأمة .

ولهذا يجب أن يعترف البعض أن : أغلب الأحزاب الأسلامية العراقية ،ذات تجربة محدودة في مجال العمل السياسي (بالمقارنة مع الأحزاب اليسارية والقومية والكردية ) ، وبالتالي بعض قياداتها لاتزال تعيش معايير العمل الفكري والتنظيمي عندما تريد بلورة رؤاها ومواقفها تجاه الأحداث المتلاحقة .. ويجب أن يعترف البعض بأن المرجعية الدينية العليا ومن تحرك تحت لوائها من الفقهاء وعلماء الدين المجاهدين (وبسبب وعيهم للمنطلقات الشرعية الصحيحة لتحركهم في عصرالغيبة الكبرى وبسبب أنفتاحهم الواسع اليومي على أبناء الأمة وابعاد نشاطهم عن الصيغ النخبوية الضيّقة المنغلقة )،لها ولهم خبرة جيدة وعميقة في مجال العمل السياسي والأجتماعي بالمقارنة مع بعض الأحزاب الأسلامية التي لم تنفتح على العمل السياسي الحقيقي الاّ بعد سقوط النظام البعثي البائد (بأستثناء فرص عمل سياسي محدودة خلال فترة وجودهم بين أوساط الجالية العراقية الصغيرة آنذاك في الجمهورية الأسلامية الأيرانية ،وحتى هذه كانت مليئة بالصراعات والخلافات المنطلقة من التعصب الفئوي الضيّق) .

هذا هوسبب تقدم وعي خط المرجعية في الساحة العراقية ،وسبب مبادرته لمشاريع التحرك السياسي الناضجة والمدروسة ( حتى ولو كانت على حساب مصالحه الأنتخابية القادمة ) فمصالح الوطن والشعب فوق كل المصالح الفئوية ...أوعلى الأقل هكذا يجب أن تكون.

منذ بداية فترة الحكومة الدستورية الأولى برئاسة الأخ المالكي (2006) ،سعى المجلس وبجد لأيجاد قاعدة وطنية قوية لتلك الحكومة (بالرغم من عدم فوز مرشحه في تنافسات موقع رئاسة الوزراء ) ،فبدأ لقاءات جادة مع حزب الدعوة الأسلامية (كان يمثل الحزب فيها الأخ السيد رئيس الوزراء والأخوة السنيد والعبادي وربما آخرين لاأتذكّرهم، بينما كان يمثل المجلس المرحوم رئيس المجلس الأعلى السيد عبد العزيزالحكيم والشيخ همام حمودي والسيد عادل عبد المهدي والأخ حسن العامري وأكرم الحكيم وآخرين لاأتذكرهم )، ثم تم التفاهم للتحرك الجاد على الأخوة الكرد بادئين بالأتحاد الوطني ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني...

وكان التخطيط بأن تكون هذه الكتلة الرباعية وبالتفاهم مع الأخوة الصدريين هي الكتلة الوطنية الصلبة للحكومة وتتحرك بشكل واحد على ممثلي المكوّن العراقي الثالث ...،وتم طرح الكثير من الأفكار و السياسات والملفات وتم وضع منهجية مدروسة لتحرك الحلفاء الأربعة لبناء المشروع الوطني الداعم للحكومة وللنظام السياسي الجديد ... ولكن وللأسف وبسبب نفس الظواهرالتي أشرنا اليها قبل قليل ، بدأنا نسمع في الكواليس من يحذر من محاولة المجلس الأعلى وحلفائه سلب حقوق رئاسة الوزراء وصلاحياته،ناسين أنه ماكان البعض قادرا على الحصول على موقع رئاسة الوزراء لولا دعم المجلس الأعلى وحلفائه ...وأنه سوف لن يكون قادرا على البقاء في هذا الموقع لوغاب دعم وتأييد المجلس الأعلى والكرد ...، وأثبتت الأحداث المتلاحقة صحة ذلك وبدلامن بناء تلك القاعدة الوطنية الرصينة للحكومة والتي كان ’يمكن أن تكون العمود الفقري لمجلس الوزراء وباقي مفاصل الدولة المهمة ،بدأ البعض ومنذ ذلك الحين ولحد الآن يحاول تعويضها بتحالفات هشّة مع شخصيات فاقدة للمصداقية بين أوساط المكوّن الذي تنتمي اليه..’تحيط تحالفاتها مع الحكومة مادرّت معائشها وأذا ’محّصت بالبلاء أنفرط عقد المتحالفين!

ألا يكرر البعض في تصدّيه الغوغائي لأثارة الرأي العام الشيعي العراقي ضد الجهة التي طرحت مبادرة (أنبارنا الصامدة بوجه الأرهاب ) نفس الظواهر السابقة؟

نرجو أن نكون مخطئين في هذا المجال ...