banner
ما بعد الأربعين

مابعد موسم الأربعين...

بالتأكيد قامت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف في هذا الموسم سواء من خلال عدد من علماء الدين و المبلّغين أومن خلال أدارة العتبتين المقدستين , بجهد متميّز وبالعديد من الفعاليات التي ’تزيد من عطاء هذه المناسبة وزيادة أنضباطها بالضوابط الشرعية البنّاءة . وبالتأكيد نهضت الحكومة العراقية بدورمشرّف في خدمة هذه الشعائروتوفيرالأمن لها بالرغم من التحديات الكبيرة التي توجدها مشاركة مثل هذه الأعداد وغياب التنظيم المركزي الصارم لحركة تلك الجموع المليونية ..وكل ذلك يستوجب أدامة الشكرلله تعالى , والتقديرلكل الجهود المخلصة ...ألاّ أن هذا لايمنع من بيان بعض الملاحظات النقدية الهادفة الى تقليل السلبيات وزيادة الأيجابيات في المواسم القادمة بعون الله وتوفيقه وتسديده , وستكون بشكل نقاط موجزة تحتاج الى تفصيل أكبر ربما نوفّق له مستقبلا انشاءالله :

# لابُد من أن تبدأ حركة تقويم الموسم الأخير لتحديد الأخطاء والنواقص والسلبيات،مباشرة بعد أنتهاء الموسم،يمكن مثلا البدء بتلك الحركة في غُرة ربيع الأول الذي يلي شهرصفر،ومن الضروري مساهمة الجهات الأساسية ذات العلاقة مثل: الحكومة المحلية لكربلاء المقدسة والعتبتين المقدستين وممثلي منظمات المجتمع المدني وممثلي الحكومة الأتحادية وممثلي أهالي كربلاء وممثلي غرفة التجارة والقطاعات الخاصة ذات العلاقة مثل الفندقة والنقل ...الخ . إضافة لعدد من أساتذة الجامعة المتخصّصين ذوي العلاقة .. ولا’بد من أعتماد الأرقام الدقيقة والأدّعاءات الموثقة في بحث كل الملفات , ولا ’بد من العمل كفريق واحد متضامن ومتكامل يعمل في سبيل الله لتقديم أفضل الخدمات لتيسيرأداء الزيارة وزيادة عطاءها للزائرين .

# ليس فقط زيارة الأربعين وموسم المحرم ,بل مدينة كربلاء المقدّسة بحاجة الى مستويين من الخطط والسياسات والمهمات : خطط وسياسات ومهام عاجلة لحل مشكلات وسدّ حاجات فورية لاتتحمّل الأنتظار طويلا, ومهام وسياسات وخطط متوسطة وبعيدة المدى توفّرحلولا جذرية و شاملة للمشكلات والملفات الكبرى العميقة الجذور... ومايهّمني هنا الأشارة الى أهم المشاريع المطلوبة لتطويرقدرات وأمكانات ودرجة أستيعاب مدينة كربلاء المقدسة لمتطلّبات مواسم المحرم والأربعين القادمة حيث ستزداد الأعداد والحاجات بالتأكيد , وأهمّهـا:

# التوجّه الجاد والصارم من قبل الحكومة العراقية ( وبأسناد تام من المرجعية العليا) لإدامة تنفيذ المخطط العام لمدينة كربلاء مهما كانت العقبات ..

# وكنتيجة لتنفيذ المخطط العام الأفضل لمدينة كربلاء ,ستتوقع المدينة المقدسة وزوّارها حلولا جذرية تؤدي الى:

  1. زيادة المساحات المخصّصة لحركة الزوّارولعباداتهم وراحتهم حول وقرب المراقد المقدّسة
  2. زيادة القدرة الأستيعابية للمرافق الخدمية الخاصة بالزوّارمثل محلات الوضوء والمرافق الصحّية والخدمات الضرورية الأخرى
  3. التخلّص التام من تبعات وجود المحلات والأسواق والفنادق قرب المراقد المقدّسة , والتي ’تخرّب و’تعيق النمو والتطورالتدريجي للعتبات والمطلوب بمرور الزمن , وهو أمر طبيعي كما نراه في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة ومدينة مشهد الأيرانية
  4. ضمان النقل السريع والمريح لأعداد غفيرة من الزوارالى ومن المراقد المقدّسة على مدار الساعة ,وهذا ’يعني في ظروف كربلاء حتمية التوجّه الى خيارات الطرق السريعة المعلّقة أو شبكات الطرق تحت الأرض.

# ضرورة بناء القدرات البشرية المؤهّلة لأدارة الموسم بمستوياتها المختلفة وفي مجالاتها المتنوّعة , وبناء الأطارالأداري العام المناسب لتنظيم وأدارة تلك القدرات ,وبالشكل الذي يضمن نجاح كل موسم في تحقيق أهدافه , وهوما يؤدي في النهاية الى بناء وتطويرجهاز متكامل قادرعلى الأشراف والأدارة الخاصة بأضخم شعيرة دينية ,وهومايتطلّب تعاونا وثيقا وجادا بين الحكومة المحلية في المدينة المقدسة والسلطة الأتحادية وأدارتي العتبتين المقدستين والمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف .

# توفير الطاقة (الطاقة الكهربائية ووقود السيارات والمكائن والغاز السائل ) لمدينة كربلاء المقدسة،أمر في غاية الأهمية سواء لحاجات أهالي كربلاء أولأحتياجات العتبات المقدسة وأحتياجات مواسم الزيارات المليونية والقطاعات الصناعية والخدمية والزراعية والتجارية في المدينة المقدسة والمتسارعة النمو , ولا’بد من أن تكون هناك محطة توليد الكهرباء خاصة بكربلاء وأن يكون هناك مصفى خاص بكربلاء (وربما هوقيد الأنجاز). ربما يكون مفيدا أن ’تبادرالحكومة المحلية الى تشكيل لجنة متخصّصة وكفوءة مهمتها أستكشاف مدى وجود النفط أوالغازفي الأراضي التي تقع ضمن حدود المحافظة,ويمكن الأستعانة بأجهزة وزارة النفط وبخبراء وخرائط دولية سبق وأن أستكشفت معظم الأراضي العراقية ,فربما تكون كربلاء محافظة منتجة للطاقة وبالتالي حصولها على النسبة المقرّرة دستوريا وبحسب قوانين الدولة من قيمة النفط أوالغازالمنتج ... علما بأن غالبية أراضي العراق تحتوي على نفط أوغاز أومعادن ثمينة ’أخرى ,وربما يكون في النجاح في هذا المسعى حلا جذريا يوفّرالمبالغ اللازمة للمشاريع الأستراتيجية المطلوبة لكربلاء , وبالتالي بناء محافظة ذات أقتصاد قوي قادرعلى التعامل المناسب مع مواسم الزيارات المليونية .

# يحتاج موضوع المبادرات الفردية لأطعام الزائرين الى مجموعة قواعد تنظيمية تؤدي الى الحدّ من الهدرالحاصل في المواد الغذائية ,وتؤدي أيضا الى تحصين هذه الممارسة الطوعية من المخاطرالأمنية

بالتأكيد نُقدّرعاليا هذه الروح العظيمة لدى مُحبّي الأمام الحسين (ع)،وهذا البذل والكرم والعناء لخدمة زوّار الحسين (ع) ,ولكني وأرجو أن لاأكون مخطأ،أعتقد بأن نفس هذه الأمكانات والأغذية المتاحة خلال أيام الزيارة القليلة قادرة (أذاماتم تنظيم التبرعات من خلال قنوات منظمة) على أطعام عشرات الآلاف من العوائل العراقية الفقيرة التي تعيش الحاجة والجوع في أغلب أشهرالسنة!بالطبع أضافة لأطعام الزوار المشاة ...

# كلمة أخيرة حول أهمية أدخال الحاسوب (الكمبيوتر) في كل ما يتعلّق بالزيارة،سواء لأغراض تنظيمية وأدارية أو لضرورات أمنية , ويمكن أن نبدأ من أعطاء كل موكب أوتكية أو محطة وخيمة خدمة وأطعام الزائرين،أن نعطيه رقما كمبيوتريا (كود)،يمكن لأي مفتش مخوّل يحمل معه (لابتوب) مجهّز بالأنترنت أن يتأكد من أجازته وهوية المسؤولين عنه،ولهذه الطريقة أهمية كبيرة في تطبيق القانون ومحاسبة المخالفين ومنع الأخترافات الأمنية.

لابد من الإشارة إلى مشاريع مهمة وناجحة أنجزتها العتبتين المقدستين خلال السنة الأخيرة كما في السنوات السابقة... وهي جديرة بدراسة أسباب نجاحها لكي تستفيد الحكومة المحلية من دروسها... ونأمل أن يحوز مطار الإمام الحسين (ع) على الإهتمام المناسب له.